تنظم مؤسسة سوريون من أجل التراث (سمات) محاضرة بعنوان “الهوية والتراث المادي ودور هذا التراث في مرحلة إعادة الإعمار”
تقديم المهندسة المعمارية زكاء كرزون
كنت دائماً أسأل نفسي هذا السؤال:
هل للقلعة بمظهرها الصارم وجدرانها الصماء وارتفاعها الكبير وهيمنتها على المشهد البانورامي لحلب، يد في تشكيل الإنسان الحلبي وهو الذي يراها في ذهابه وإيابه من كافة أجزاء المدينة الحديثة والقديمة وهو الذي كان قد زارها على الأقل مرة في حياته وحتى من لم يزرها هي موجودة كشعار على كافة أغلفة الكتب والمنشورات في حلب.
هل تستطيع القلعة أن يكون لها تأثير على شخصيته وسلوكه وهي الصورة الثابتة المطبوعة في خلفية ذاكرته المرئية ووعيه الباطن وبالتالي هل يمكن أن يكون لها دور في نموه ازدهاره
قد يبدو للوهلة الأولى سؤالاً عبثياً …
هذا البحث يشكل رحلة الإجابة على هذا السؤال حيث يعرض أشكال ارتباط الإنسان بالمكان وبناء هويته المعمارية والعمرانية والتي شكلت تراثه المادي وكيف يمكن لهذا التراث الحي أن يكونا عوناً للإنسان وليس عبئاً عليه وخصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار في مناطق الصراع المسلح.
إن المفاضلة بين “البشر او الحجر” و التي انتشرت كثيراً في السنوات الماضية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل مرة يحدث تخريب في موقع من مواقع التراث هي مفاضلة صعبة جداً وقاتلة بالنسبة لي، ولماذا يجب أن يكون هناك مفاضلة بينهما وهل يوما ما كان هناك مفاضلة أم تلازم وتكامل.
هذا البحث يحاول التأكيد على أهمية دور التراث في إعادة إعمار الحجر والبشر باعتباره جزءاً من استراتيجية شاملة يكون فيها هدفاً وأداة بنفس الوقت. يستفيد هذا البحث من شرح بعض التجارب الشخصية والعامة في دعم وجهة نظره وشرح بعض المفاهيم السابقة (الهوية والعمران والتراث وإعادة الإعمار) والتي نستخدمها وكأنها مسلمات على الرغم من أنها لا تزال مفاهيم غير واضحة تماماً وصعبة التقييم.
نبذة عن المهندسة المعمارية زكاء كرزون
حائزة على شهادة الهندسة المعمارية من جامعة حلب (1990) وقد نالت ثناء في مادة نظريات العمارة (1987).
حصلت على شهادة الماجستير في التنمية العمرانية (اختصاص استراتيجيات المدن) من معهد IHS)) لدراسات الاسكان والتنمية العمرانية في هولندا (2006).
كما حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة اسلسكا لإدارة الأعمال /القاهرة/مصر (2017).
بدأت سيرتها المهنية بالعمل كمهندسة معمارية في مديرية الآثار في مدينة حلب، وأعدت العديد من دراسات ترميم وإعادة تأهيل والإشراف على تنفيذ بعض المباني الأثرية في حلب. كما عملت ممثلة لمديرية الآثار في مشروع إحياء مدينة حلب القديمة.
عملت كخبيرة اقليمية مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني GIZبين 2007 و 2010 في مشروع تنمية المدن التاريخية في زبيد/اليمن.
وكمسؤول برنامج رئيسي مع مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية في حلب في مشروع مبادرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في حلب.
شاركت الفريق الوطني في مديرية الآثار والمتاحف في إعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية المجتمع المحلي في المواقع الأثرية في سوريا لعام 2011
كما عملت كمستشارة فنية مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني GIZ بين 2013 و2017 في القاهرة/مصر كمديرة شبكة الابتكار الخاصة بالبناء التي تشجع السكن المستدام.
لقد اطلعت على العديد من التجارب و الخبرات العالمية من مشاريع إعادة التأهيل والترميم في ألمانيا والولايات المتحدة (1999) والنرويج (2004) مما ساعد في توسع منظورها وتعميق نظرتها لاستراتيجيات التنمية والحفاظ على التراث. وقد نشرت مقالا بعنوان “منازل سكنية في حي باب قنسرين في حلب” في مجلة الدراسات التاريخية لجامعة البلمند في لبنان 2001. وشاركت بالعديد من المنشورات والمؤتمرات والدورات وورشات العمل.
تقدّم المحاضرة باللغة العربية عن طريق منصة زووم، للتسجيل والاشتراك:
يوم 18 شباط/فبراير 2022 – الساعة 06:00 مساءاً بتوقيت سوريا.
%d