SIMAT News

في 27 أيلول من عام 2018 تم تنظيم حفل افتتاح جمعية سمات – سوريون من أجل التراث – في برلين، باستضافة المنظمة الألمانية لحماية المباني في قاعتها ضمن مبنى  نيكولايهاوس ذو الأهمية الثقافية الكبيرة. حضر حفل الافتتاح عدد كبير من المتخصصين والمهتمين بحماية التراث الثقافي. من بينهم العديد من الباحثين السوريين المقيمين في برلين والمشاركين في مختلف المشاريع المتعلقة بالتراث السوري، وكذلك عدد من أعضاء المجتمع السوري المهتمين في المجال الثقافي والفني.

كما حضر حفل الافتتاح عدد من علماء الآثار والمتخصصين من المعهد الألماني للآثار ومن متحف الشرق القديم، وقد تشرفنا بحضور كل من سعادة السفير الدكتور أندرياس رينيكه، سفير ألمانيا لدى تونس والدكتور بيتر شهاب، ممثل عن المنظمة الألمانية لحماية المباني والكاتب السوري السيد خالد خليفة، الحائز على العديد من الجوائز والبروفيسور فريدريك فليس، رئيس المعهد الألماني للآثار .

بدأ الافتتاح بعرض فني قدمه الفنان السوري عصام كرباج (كامبريدج، بريطانيا)، وكان العرض بمثابة رد على الغارات الجوية والبراميل المتفجرة التي قتلت (ولا تزال تقتل) الآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء. كما تطرق العرض إلى فكرة بناء العش عن طريق جمع العصي، والذي حمل جانب مظلم – لأن العش يحترق في النهاية.

في نهاية هذا الأداء الفني، عزفت الموسيقى السورية التقليدية من قبل عدد من الموسيقيين السوريين، وهم: وسيم مقداد (عود) وديما داوود (قانون) ووبريفان أحمد (رق) مما اعطى انطباع ساحر لحفل الافتتاح.

عقب ذلك تم افتتاح الأمسية بكلمة ترحيبية، عبر السكايب، من قبل الدكتورة سلام القنطار، شكرت من خلالها الحضور وقدمت فكرة سمات وأهم أهدافها. ثم قدم الدكتور شاكر الشبيب البرامج والمشاريع التي تعمل سمات أو تسعى إلى تنفيذها في سوريا والبلدان التي تستضيف الشتات السوري من أجل الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته.

تلى ذلك كلمة ألقاها الدكتور بيتر شهاب، ممثل الجمعية الألمانية لحماية المباني، أعرب فيها عن سعادته باستضافة حفل افتتاح سمات، وقدم فكرة عن المنظمة الألمانية لحماية المباني وأهدافها الرئيسية. ثم قدم كلمات التشجيع لسمات، وتحدث عن الحاجة إلى هذه المبادرات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الثقافي المهدد بالصراع المستمر في سوريا.

تبع ذلك خطاب مشجع من قبل سعادة السفير الألماني لدى تونس، الدكتور أندرياس رينيك، الذي كان سفيراً سابقاً لدى سوريا من 2008-2012. وأعرب عن أهمية علم الآثار والدور المهم الذي يلعبه علماء الآثار في عصرنا. كما استذكر القمع الذي لاقته بداية الثورة في سوريا، ليستخلص أن ردود الفعل العسكرية على الانتفاضة في سوريا في عام 2011 ستكون واحدة من أكبر المفاهيم الخاطئة في القرن الواحد والعشرين التي سيتم تدريسها في كتب التاريخ.

وأخيرا وليس آخراً، قدم السيد خالد خليفة كلمة حماسية تفيض بالمعاني والأفكار الغنية عن التراث المادي والغير مادي وعلاقته في حياتنا اليومية. كانت الكلمات التي قرأها عبارة عن مزيج من الخبرات المرتبطة بالماضي القديم والواقع المرير. شدد الكاتب خالد على أهمية العمل الذي نقوم به لحماية تراثنا، لكنه ذكرنا أيضاً بالتحديات الماثلة أمامنا.

اختتم حفل الافتتاح بملاحظات موجزة ألقاها الأستاذ الدكتور ناصر رباط، شرح فيها المسيرة التي اتبعتها سمات وأهم أهدافها، وأعرب عن شكره وامتنانه لأولئك الذين حضروا الحدث ودعموا مبادرتنا. وكما بدأ حفل الافتتاح، تم اختتامه على ألحان الموسيقى السورية وبوفيه من الطعام السوري، الذي لاقى استحسان الجميع.

%d